المثقف الفلسطيني بين الأدب والسياسة
إيمان رمزي بدران
في زحمة الأحداث السياسية المتسارعة على الساحة الفلسطينية ، وفي غمرة الحوادث السياسية المتلاحقة ، وتحت أزيز الرصاص حينا ، وصراخ السياسيين أحيانا أخرى تغيب عن ذهن المتابع تلك الجدلية القائمة والغائبة في آن معا ألا وهي العلاقة بين الأدب والسياسة ، هذه العلاقة المتلازمة حقا ، المنفصمة ظاهرا ، وتجليات ذلك على المشهد السياسي الفلسطيني .
فالمثقف و الأديب هما العقل المدبر والقلم الذي يرسم الفكر والمنهج والسياسي هو الذي يجسد ذلك الفكر إلى واقع عملي . ولكن لم لا نلحظ ذلك الدور جليا ؟ ولا نرى سوى أن المثقف هو مرآة خلفية لوجه سياسي بل هو المتأخر عن ركب الأحداث والمعلق عليها بردة فعل فقط والعاجز عن صناعة الحدث والتأثير فيه .
ولكن هذا الأمر ليس على إطلاقه ، فالسياسة لها حساباتها ومصالحها التي لا يخضع لها الأديب ، فينبغي عليه أن يأخذ دوره الحر والحقيقي باعتباره ضمير الأمة وقلبها الحي النابض بالحق والدال على المصلحة والمبين للطريق ، الحكم القاضي على زلات السياسيين ونزواتهم .
ولأن فلسطين تحتل موقع القلب من الأمة الإسلامية التي تعاني فصاما نكدا بين القلب والعقل و بين الفكر والسياسة ، بحيث أصبح المفكرون والأدباء في المؤخرة ، لذا لا بد من استدراك هذا الأمر والعمل على أن يكون هناك تلازم بينهما بحيث يكون السياسي كتفا بكتف إلى جانب المثقف ، بحيث يضبط صولة السياسي الجامحة ، ويقوم اعوجاجه ، ويحميه من اللغط والغلو .
وإذا كنا نتحدث هنا عن المثقف الفلسطيني فلا بد إذا من أن نعرج على الأحداث السابقة والحالية على الساحة الفلسطينية ، وخاصة تلك الأحداث المؤسفة ، لعلنا نلاحظ بوضوح أن هناك بعدا فكريا لهذا الصراع السياسي ، صراع بين معسكرين أحدهما يرى أن الطريق إلى تحرير الأرض والمقدسات إنما يكون بالمقاومة والممانعة ، وآخر يراه بالمفاوضة والمهادنة ، وكلاهما منهج فكري أولا وأخيرا !! وإن انحدر التعبير عنه إلى أن يحاول أحدهما أن يفرض على الآخر رأيه بالسلاح في صورة واضحة للانحطاط الفكري والوطني والأخلاقي ، مما عزز الصراع الداخلي وحول البوصلة عن العدو الحقيقي الذي يهددنا جميعا بكافة مشاربنا وأفكارنا .
ورغم الألم الذي أصابنا جميعا فإننا في هذه الأيام نتنفس الصعداء بعد أن عاد الحوار ليحل مكان الرصاص ، ولعلنا جميعا بدأنا نرى البوصلة تعود لتشير إلى المكان الصحيح والى بؤرة الصراع الحقيقة إلا وهي مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك ، الذي ما انفك الاحتلال بهدده ويحفر تحته ويحاول طمس معالمه العربية المسلمة .
وفي هذا المقام نرى ما يثير الاستغراب والاستهجان ، من ردة فعل باردة تجاه ما يعانيه المسجد الأقصى المبارك ، وباب المغاربة " باب النبي " ، فهنا قد غاب الجميع السياسيون والمثقفون معا ، وكأن القدس ليست لكل المسلمين ! وكأن الأقصى ليس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على ما وصلت إليه الأمة بكافة فئاتها من وهن !
ومن هنا ،فلا ننسى أن نوجه نداء إلى الأمة بكافة فعالياتها ونخبها السياسية والفكرية والثقافية لكي تنصر المسجد الأقصى المبارك ، فلم يعد هناك وقت لننتظر ، ولا لنتصارع في الفكر والأدب والسياسة؛ بل المقام مقام الوحدة والتعاون والتعاضد لدفع الصائل عن أمتنا وعن مقدساتنا وعن كرامتنا ، إنه مقام العمل ومقام البذل ، إنه مقام التكامل بين كل الفلسطينيين وكل العرب وكل المسلمين ولن تقوم لهذه الأمة قائمة إلا بذلك ، فحيَّ على العمل وحي َّ إلى الوحدة ، ولنرِ الله تعالى من هذه الأمة خيرا ...
المصدر
إيمان رمزي بدران
في زحمة الأحداث السياسية المتسارعة على الساحة الفلسطينية ، وفي غمرة الحوادث السياسية المتلاحقة ، وتحت أزيز الرصاص حينا ، وصراخ السياسيين أحيانا أخرى تغيب عن ذهن المتابع تلك الجدلية القائمة والغائبة في آن معا ألا وهي العلاقة بين الأدب والسياسة ، هذه العلاقة المتلازمة حقا ، المنفصمة ظاهرا ، وتجليات ذلك على المشهد السياسي الفلسطيني .
فالمثقف و الأديب هما العقل المدبر والقلم الذي يرسم الفكر والمنهج والسياسي هو الذي يجسد ذلك الفكر إلى واقع عملي . ولكن لم لا نلحظ ذلك الدور جليا ؟ ولا نرى سوى أن المثقف هو مرآة خلفية لوجه سياسي بل هو المتأخر عن ركب الأحداث والمعلق عليها بردة فعل فقط والعاجز عن صناعة الحدث والتأثير فيه .
ولكن هذا الأمر ليس على إطلاقه ، فالسياسة لها حساباتها ومصالحها التي لا يخضع لها الأديب ، فينبغي عليه أن يأخذ دوره الحر والحقيقي باعتباره ضمير الأمة وقلبها الحي النابض بالحق والدال على المصلحة والمبين للطريق ، الحكم القاضي على زلات السياسيين ونزواتهم .
ولأن فلسطين تحتل موقع القلب من الأمة الإسلامية التي تعاني فصاما نكدا بين القلب والعقل و بين الفكر والسياسة ، بحيث أصبح المفكرون والأدباء في المؤخرة ، لذا لا بد من استدراك هذا الأمر والعمل على أن يكون هناك تلازم بينهما بحيث يكون السياسي كتفا بكتف إلى جانب المثقف ، بحيث يضبط صولة السياسي الجامحة ، ويقوم اعوجاجه ، ويحميه من اللغط والغلو .
وإذا كنا نتحدث هنا عن المثقف الفلسطيني فلا بد إذا من أن نعرج على الأحداث السابقة والحالية على الساحة الفلسطينية ، وخاصة تلك الأحداث المؤسفة ، لعلنا نلاحظ بوضوح أن هناك بعدا فكريا لهذا الصراع السياسي ، صراع بين معسكرين أحدهما يرى أن الطريق إلى تحرير الأرض والمقدسات إنما يكون بالمقاومة والممانعة ، وآخر يراه بالمفاوضة والمهادنة ، وكلاهما منهج فكري أولا وأخيرا !! وإن انحدر التعبير عنه إلى أن يحاول أحدهما أن يفرض على الآخر رأيه بالسلاح في صورة واضحة للانحطاط الفكري والوطني والأخلاقي ، مما عزز الصراع الداخلي وحول البوصلة عن العدو الحقيقي الذي يهددنا جميعا بكافة مشاربنا وأفكارنا .
ورغم الألم الذي أصابنا جميعا فإننا في هذه الأيام نتنفس الصعداء بعد أن عاد الحوار ليحل مكان الرصاص ، ولعلنا جميعا بدأنا نرى البوصلة تعود لتشير إلى المكان الصحيح والى بؤرة الصراع الحقيقة إلا وهي مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك ، الذي ما انفك الاحتلال بهدده ويحفر تحته ويحاول طمس معالمه العربية المسلمة .
وفي هذا المقام نرى ما يثير الاستغراب والاستهجان ، من ردة فعل باردة تجاه ما يعانيه المسجد الأقصى المبارك ، وباب المغاربة " باب النبي " ، فهنا قد غاب الجميع السياسيون والمثقفون معا ، وكأن القدس ليست لكل المسلمين ! وكأن الأقصى ليس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على ما وصلت إليه الأمة بكافة فئاتها من وهن !
ومن هنا ،فلا ننسى أن نوجه نداء إلى الأمة بكافة فعالياتها ونخبها السياسية والفكرية والثقافية لكي تنصر المسجد الأقصى المبارك ، فلم يعد هناك وقت لننتظر ، ولا لنتصارع في الفكر والأدب والسياسة؛ بل المقام مقام الوحدة والتعاون والتعاضد لدفع الصائل عن أمتنا وعن مقدساتنا وعن كرامتنا ، إنه مقام العمل ومقام البذل ، إنه مقام التكامل بين كل الفلسطينيين وكل العرب وكل المسلمين ولن تقوم لهذه الأمة قائمة إلا بذلك ، فحيَّ على العمل وحي َّ إلى الوحدة ، ولنرِ الله تعالى من هذه الأمة خيرا ...
المصدر