بسم الله الرحمن الرحيم
مقابلة مع فرقة الأفق للفن الإنشادي في جريدة الخليج ...
العدد 10265
الأربعاء 12 جمادي الآخرة 1428 هـ
27 يونيو 2007 م
أضع لكم ما نزل منها في الجريدة ، وهي بعنوان :
"الأفق" أنشودة فلسطينية على أرض الإمارات
.
.
.
[center]
.
.
[center]
شعار الفرقة
.
.
.
الشارقة – الصحفي ( محمد رضا السيد ):
يحتل النشيد ، دينياً أو وطنياً ، مكانة لا بأس بها لدى الكثير من المستمعين ، وبعد دخوله مجال الفيديو كليب جذب المشاهدين بأفكاره الجديدة والسير على طريق إعلاء قيم وأخلاق ومبادئ تتجلى من خلال الكلمة العذبة. ومن هذا المنطلق ظهرت العديد من الفرق الانشادية داخل الوطن وبرز منها ما يروج لشكل النشيد الفلسطيني الذي يشجع المقاومة والاستشهاد ...
ومن كلية الأفق ظهرت قبل عامين مجموعة من الطلاب الذين يهتمون بالفن في هذا الشكل الملتزم بأدبيات معينة على رأسها إحياء التراث الفلسطيني في النشيد والدبكات الشهيرة ، إضافة الى المسرح الذي أصبح سياسياً رغم أنفه بحكم القضية.
وظهرت “فرقة الأفق” بدعم مباشر من كمال بوري عميد الكلية ودعم الدكتور نزار السهاونة وهو أستاذ أردني الأصل. وصاحبا الفكرة وواضعا اللبنة الأولى للفرقة طالبان من الكلية من الفلسطينيين المقيمين في الإمارات وتحديداً في الشارقة وهما أحمد الطرابلسي و محمد قيم ، والأخير مدير مبيعات في شركة للأصباغ وبخلاف أنه من المؤسسين ... يعمل مديرا للفرقة.
***
ويقول محمد قيم : أنشأت الفرقة منذ عامين في أرض خصبة للمحافظة على الفن الملتزم والتراث الفلسطيني منه بشكل خاص . وفي البداية هيأت لنا كلية الأفق الجو والمكان المناسبين لتأسيس الفرقة لتكون منها الانطلاقة وعرفانا منا بجميلها علينا سميناها (فرقة الأفق للفن الانشادي).
ووصف البداية بأنها كانت شاقة قبل تبني الكلية للفرقة بجانب صعوبة اختيار الأعضاء وكان من بين أعضاء الفرقة عدد من طلاب الكلية وخريجيها إلى أن استقطبت من لهم باع في الفن الإنشادي الإسلامي وغيره ، وهؤلاء سخروا كل خبراتهم الفنية في صالح الفرقة لإنجاح هذا الفن واعتباره طريقاً هادفاً للتأثير بالخير في الناس وتحويلهم إلى استماع ما يهذب أخلاقهم.
ويتابع : بعد فترة من التدريب داخل الكلية بدأت البحث عن مكان آخر لعدم رغبتنا في أن نسبب إزعاجاً للقائمين على الكلية بسبب الصوت العالي للفرقة أثناء التدريب ، كما أن أغلب أعضاء الفرقة من خارج الكلية ... ووصل عددهم إلى 25 شخصاً بعد أن كانت البداية بي وزميلي أحمد الطرابلسي ثم أصبحت تضم 13 منشداً بخلاف أعضاء فريق الدبكة والإيقاعات ( الدف والدربكة ) .
ويلفت محمد قيم إلى أن محمد دياب الموسى المستشار التربوي في ديوان صاحب السمو حاكم الشارقة كان له دور كبير في دعم الفرقة بتسهيل دخولها إلى النادي الثقافي العربي بالشارقة والذي وفّر بدوره كل الوسائل والأمور التي من شأنها خدمة الفرقة مثل تأمين مكان للتدريب مرتين أسبوعياً كما تحيي فيه الفرقة بعض المهرجانات في المناسبات الفلسطينية.
مهرجانات
من بين الإنجازات التي حققتها الفرقة رغم عمرها القصير هو تنظيم عدة مهرجانات كبيرة في مناسبات فلسطينية مختلفة منها النكبة ويوم الأرض. وخلال العامين نظمت الفرقة مهرجان بكلية الأفق ومهرجانين في قصر الثقافة بالشارقة ومهرجانين آخرين بالنادي الثقافي العربي ثم مهرجان شهدته مؤخراً جامعة الشارقة وحضره عدد من الشخصيات العامة ورئيس وأساتذة الجامعة وكان بعنوان “الأقصى يتهدد.. والنكبة تتجدد” الذي نظمه النادي الفلسطيني في الجامعة.
ويكشف محمد قيم عن أن الفرقة بصدد افتتاح الإصدار الأول لها من كلمات وألحان بعض من أعضائها مثل بهاء الدين حافظ الصادق و خضر الأحمد و معين العلمي (أبو الرائد) و أحمد مراد وسيكون الألبوم بعنوان “صرخة وطن” ، والذي تولى إبراهيم الأحمد ( أبو أحمد ) الإشراف الفني عليه ، وهو منشد في الفرقة .
***
عبد الرحمن سليمان الحاج ، من الشباب الفلسطينيين المقيمين بالشارقة ويعمل في إحدى الشركات كما يشغل منصب نائب مدير الفرقة.
ويرى أن أهم ما يميز الأفق أنها تضم أعضاء من مختلف الأعمار ومن المتميزين في المجال الفني و إن كان أغلبهم شباباً ، معرباً عن أمنيته أن تصبح فرقته في مصاف الفرق الإنشادية الفلسطينية الشهيرة كروابي القدس واليرموك والوعد.
ويضيف : فرقتنا من أفضل الفرق الإنشادية الموجودة سواء على مستوى الكيف أو عدد الأعضاء ، ووراء ذلك النجاح العمل الصادق الملتزم بالأخلاق رغم أن الفرقة وجدت صعوبات في البداية في أن تجد شباباً على مستوى فني راق ، وفي الوقت نفسه يحمل سمتاً ملتزماً .
ويشير إلى أن الفرقة كونت لجنة إدارية لإدارتها بشكل منظم ، وأعدت لجنة لقبول الأعضاء الجدد كمنشدين أو مؤدي رقصات الدبكة أو الممثلين المسرحيين ، أما عن مهام عمله فيقول : أساعد محمد قيم في إدارة الفرقة حال غيابه والتنسيق بين الأعضاء عند التدريبات أو الحفلات والمهرجانات والاتفاق مع الجهات المعنية بتسهيل مهمة الفرقة.
كما بدأنا في مشروع للأعراس الفلسطينية ، وهو مشروع هدفه جعل حفلات الأعراس إسلامية ، بأناشيد إسلامية للأفراح والدبكات الشعبية ، حيث قمنا بإحياء البعض في الآونة الأخيرة . ونحن بصدد تأسيس ( فرقة أشبال الأفق ) للإنشاد والدبكة والمسرح وذلك من الأشياء الجديدة التي تزيد تميزنا على الآخرين.
***
بهاء الدين حافظ الصادق ، يعمل في الملحقية الثقافية بالقنصلية الفلسطينية بدبي ويقوم في الوقت نفسه على الإدارة الفنية للفرقة من جانب انتقاء الأصوات الصالحة للإنشاد تم تدريبها وتأمينها للوقوف على المسرح ، وفي المهرجانات.
ويشير إلى أن تدريب أعضاء الفرقة يتم بشكل عملي وفني بتأسيس الأصوات حسب السلم الموسيقي والتدريب على المقامات والطبقات الصوتية وتعلم مخارج الحروف وطريقة النطق واستخدام المد.
والى جانب المسؤولية عن النشيد فإن لدى بهاء هواية كتابة الشعر وشارك بكلمات نشيدين في الإصدار الأول للفرقة .
كما يساعد في التنسيق مع الأعضاء لتنفيذ اسكتشات مسرحية تصاحب عروض الفرقة إضافة إلى تنسيق الرقصات والدبكات والتي يمتلئ بها التراث الفلسطيني.
يقول بهاء الدين : عرف التراث الفلسطيني دبكات منها الشعراوية والدلعونة والكرادية ولن نخترع جديدا في هذا الصدد. هذه المواهب المتعددة يقف وراءها عمر طويل مع هواية الإنشاد و إن لم يكن بعضهم بفرقة أخرى قبل دخوله في “الأفق” ...
وأحد هؤلاء معين محمد حسن العلمي (أبو الرائد) الذي أمضى في الإمارات نحو 20 عاماً، وهو فنان وله تجربة في الغناء منذ أكثر من 30 سنة ، كما أنه أكبر أعضاء الفرقة سناً. ويقول : انتميت فترة غير قصيرة للفرق العادية وغنيت لكل الفنانين المعروفين مثل أم كلثوم ووديع الصافي وفريد الأطرش وتميزت في الفن الشعبي الفلسطيني كالمواويل والميجنا والعتابات والأهازيج الفلسطينية والدبكات الشعبية.
ويضيف: عملت فترة مع فرقة زهرة المدائن منذ نشأتها في 95 ، ثم انتقلت إلى فرقة أخرى إلى أن وفقني الله للعمل بفرقة الأفق والتي كنت مدعواً لحضور إحدى بروفاتها والتعليق عليها ... فوجدت نفسي أعجب بها وأجد فرحتي معهم.
ويشير إلى أنه يعمل إدارياً في إحدى الشركات ويجد حباً كبيراً من الذين يعرفونه كفنان فلسطيني قديم وتم اختياره نظراً لكل هذه المقومات ليكون متحدثاً باسم الفرقة.
وأبو الرائد متعدد المواهب ويحتل معينا صافيا للموهبة والخبرة التي ينهل منها أبناؤه الشباب والأشبال، إضافة إلى كونه شاعراً ... وأسهم بأنشودة من كلماته وألحانه في ألبوم الفرقة الأول.
***
ومن أكبر أعضاء الفرقة إلى أصغرهم سناً وهو الطالب محمود نبيل مراد ( 14 عاماً )، وهو من مواليد الدولة وطالب بمدرسة ابن الهيثم بعجمان وهو منشد بالفرقة يؤدي الإنشاد المنفرد، كما يؤدي مع الكورال ... وحبه للنشيد نابع من أخيه الأكبر أحمد ( أمين السر ) والمنشد أيضا بالفرقة ، حيث كانا يدرسان في معهد لتحفيظ القرآن في عجمان ، كان المنشد العراقي محمد العزاوي يقوم بتحفيظ القرآن فيه ... وبالنسبة للإنشاد الفلسطيني فإنه أحب ( أبو راتب ) كثيراً .
ويعود محمود بالفضل إلى الفرقة في تدريبه ورفع كفاءته الإنشادية حتى انعكس ذلك في أن يكون منشد المدرسة ... ولذلك عندما تعرض إلى حادث مرضي جعله يمكث في المستشفى لقرابة شهر أو أكثر .. كان حريصاً على حضور المهرجانين الأخيرين للفرقة والمشاركة جالساً على كرسي.
ويشير محمود إلى أن والده ووالدته وأخوه محمد وهو منشد بالفرقة أيضاً ، كانوا يشجعونه على الانتظام في الفرقة وتنظيم وقته بين هوايته ومذاكرته، أما هدفه من الانتماء إلى هكذا فرقة فكان تشجيع فن النشيد وليكون قدوة للآخرين من خلال نعمة أعطاه الله إياها.
***
دعـــم
ولأن أي عمل فني يحتاج إلى رعاية مادية لتقوم الفرقة على نفسها ... فمن بين الجهاز الإداري للفرقة مدير مالي وهو وائل ماهر المحمود ، وكان منشداً في فرق أخرى فترة 3 سنوات ، ثم انضم للأفق مع بدايتها وعمل في كورال الفرقة.
وعن الجانب المادي الذي يعد مسؤولاً عنه يقول: في بداية الفرقة كانت الفرقة تحتاج إلى أدوات وأموال للقيام بالمتطلبات المختلفة فكنا نسهم من جيوبنا ، نجمع كل أسبوع مشاركات مالية من أعضاء الفرقة ، ثم نظم هذا الأمر وأسند إلي إنشاء صندوق للفرقة يجمع التبرعات وأجور المهرجانات ورغم أنها أرقام بسيطة إلا أن دورها هو دعم أفراد الفرقة مادياً والقيام بمتطلباتها.
[/center]