<SPAN>[size=18]
التعذيب هو " أى عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد ، جسدياً كان أم عقلياً، يلحق عمداً بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص أو من شخص ثالث،على معلومات أو على اعتراف ، أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في أنه ارتكبه ، هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو ارغامه هو أو أى شخص ثالث ، أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأى سبب يقوم على التمييز أياً كان نوعه ، أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص يتصرف بصفته الرسمية ، ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبات أو الذي يكون نتيجة عرضية لها " .
هكذا عرَّفته اتفاقية مناهضة التعذيب التي صدرت في العاشر من كانون أول / ديسمبر عام 1984 ، ودخلت حيز التنفيذ الفعلي في السادس والعشرون من حزيران/ يونيه 1987 ، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1997، كيوم عالمي تُحييه و تحتفل به ، ومعها كافة المنظمات والمؤسسات التي تعنى بالأسرى وبحقوق الإنسان ، باعتباره يوماً لتفعيل اتفاقية مناهضة التعذيب ، والقضاء عليه ، ومساندة ضحاياه وتأهيلهم ، وقبل ذلك بعشرات السنين وُضِعَت العديد من المواثيق الدولية التي حَرمت التعذيب كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 والذي نص في مادته الخامسة على تحريم التعذيب ، واتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب ، والأخرى المتعلقة بمعاملة الأشخاص المدنيين وقت الحرب ، وكذلك العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر عام 1966 منع التعذيب في مادته السابعة ، وإعلان طوكيو 1975 ، واتفاقية حقوق الطفل 1990 ، والكثير من المواثيق الدولية الأخرى التي حرمت التعذيب واعتبرته جريمة إنسانية .
ومجمل تلك النصوص لم تُفِد الشعب الفلسطيني إطلاقاً ، ولم تُنصف أسراه ، وبقيت حبراً على ورق ، كما أنها لم تضع حداً لتعذيب أبنائه الأسرى بمختلف أعمارهم وأجناسهم ، أطفال وفتيات ، شيوخ ونساء ، لأن الحماية الدولية الحقيقية والفعلية لهذه النصوص بقيت غائبة ، وبالتالي غُيب معها الرادع الحقيقي لمن ينتهكها ولا يلتزم بها ، ولهذا فإن ممارسي التعذيب في سجون الإحتلال الإسرائيلي تمادوا في تعذيبهم للأسرى ، وضحاياهم من الفلسطينيين والعرب لم يجدوا مَن يساندهم ، أو يعمل للحد من ممارسته ضدهم ، أو ملاحقة مجرميه وممارسيه .
التعذيب بدأ مع بداية الإحتلال ويعتبر جريمة حرب
لقد بدأ التعذيب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية مع بدايات الإحتلال ، ومستمر لغاية يومنا هذا ، رغم صدور تلك الإتفاقيات وتشكيل وقيام الكثير من مؤسسات حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب وتأهيل ضحاياه في العالم ، بل صار بوتائر متصاعدة ومورس على نطاق واسع بحق الأسرى والمعتقلين وبأشكال عدة ، وشكَّل نهجاً يمارس بشكل مؤسساتي مبرمج على مدار اللحظة ، ويعتبر جزءاً لا يتجزأ من معاملة الأسرى اليومية ، وبالتالي ليس هناك من شخص مرَّ بتجربة الإعتقال في سجون الإحتلال الإسرائيلية دون أن يكون قد مرَّ بتجربة التعذيب ، أو تعرض لأحد أشكاله المختلفة التي تجاوزت الثمانون شكلاً منها الجسدية وأخرى النفسية ، و في الغالب يتم المزج بينهما ، ومن تلك الأشكال الضرب المبرح وهو الأكثر شيوعاً ، والشبح و الهز العنيف، تكسير الضـلوع ، وضع كيس نتن مبلول بالماء أو أكثر من كيس على الرأس ، الحشر داخل ثلاجة لعدة أيام ، الضرب على الخصيتين ، التعري والتحرش الجنسي والتهديد بالإغتصاب أو الإغتصاب الفعلي، تعرية المعتقل وإدخال أنبوب أو عيدان ثقاب في الأعضاء التناسلية ، الحرمان من النوم والطعام والشـراب ، التعريض للبرودة الشديدة أو الحرارة الشديدة والإعتداء بالهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص ، واستغلال أماكن الإصابة أو الجرح ، العزل الإنفرادي ، الصعك بالكهرباء ، الإهانات والتهديد بالموت ، إيذاء العائلة واعتقال أفرادها رجال ونساء ، بالإضافة للمعاملة القاسية والإستفزازية والحرمان من الزيارات والإهمال الطبي ... وإلخ .
والتعذيب لا يهدف كما هو معلن إلى انتزاع الإعترافات من المعتقل فحسب ، بل يهدف إلى هدم الذات الفلسطينية والوطنية و تدمير الإنسان جسداً و إرادةً وروحاً معنوية ، وتحطيم شخصيته وتغيير سلوكه ونمط تفكيره ليصبح عالة على أسرته ومجتمعه ، كما وأنه من الخطأ الفادح الإعتقاد بأن التعذيب يمارس فقط في أقبية التحقيق ، بل أنه يبدأ منذ لحظة الإعتقال ومروراً بفترة الإعتقال قصيرة أو طويلة وليس إنتهاءاً بلحظة الإفراج ، لأن آثاره تستمر إلى ما بعد ذلك بسنوات .
والتعذيب في سجون الإحتلال الإسرائيلي لا يمكن وصفه ووصف فظاعة بشاعته وإجرام ممارسيه ، ولا يشعر به إلاَّ من من ذاق مرارته ، و ليس كل من نجا من التعذيب يمكنه الحديث عما تعرض له ، ولكن هناك الكثير مِمَن نَجوا تحدثوا وبمرارة عما تعرضوا له ، وهناك الكثير ممن يمتلكون الجرأة للحديث عما تعرضوا له ولكن لم يجدوا آذاناً صاغية .
ولهذا لم يتفاجئ الأسرى الفلسطينيين من الصور التي نشرت حول تعذيب الأسرى في سجن أبوغريب بالعراق ومن ممارسات جنود الإحتلال وهم يتلذذون بتعرية الأسرى وعذاباتهم ويضحكون لإلتقاط الصور التذكارية ، لأنهم تعرضوا لمثيلاتها وأحياناً لأبشع منها منذ عقود من الزمن في سجون الإحتلال الإسرائيلي .
آثاره تمتد إلى ما بعد التحرر
أثار التعذيب بالغة الخطورة ، ويمتد تأثيرها لسنوات وعقود وأجيال ، ولا يقتصر هذا التأثير على المعتقلين فحسب ، وإنما يمتد ليشمل أسرهم وأطفالهم ، آبائهم وأمهاتهم ، وحتى أقربائهم و دائرة الأصدقاء والجيران .
وللتعذيب ذكرياته الأليمة ، وتعتبر من التجارب المؤلمة والقاسية في حياة الإنسان ، و تبقى راسخة في شريط ذكرياته وتلاحقه أينما ذهب ، وكلما تذكرها أو تذكر جزءاً منها كلما ازداد معاناةً ، و نما لديه شعور الثأر و الإنتقام .
فأيام وشهور وسنين الأسر، لا يمكن أن تمر دون أن تترك آثارها النفسية والجسدية على الأسرى وذويهم ، ولا زال هناك الآلاف من الأسرى السابقين يعانون من أمراض مختلفة ومزمنة ورثوها عن سجون الإحتلال ، ويجدون صعوبة في التكيف ، ويواجهون الكثير من الصعوبات في العودة إلى الحياة الطبيعية ، كما ويعانون من مشاكل جنسية وصحية ونفسية مختلفة ، وكذلك من مشاكل اقتصادية تنعكس سلباً على نفسية الأسير المحرر ، وهؤلاء يحتاجون لرعاية ومساندة خاصة بعد التحرر ، والمئات منهم توفوا نتيجة لذلك ومنهم الشهداء فايز بدوي من غزة واستشهد بتاريخ 17/2/1980 ، وليد الغول من مخيم الشاطئ واستشهد بتاريخ 14/12/1999 ، هايل أبو زيد من هضبة الجولان المحتلة و استشهد بتاريخ 7/7/2005 ، وعبد الرحيم عراقي من الطيرة واستشهد بتاريخ 20/3/2006 ، و شيخ المعتقلين " أبو رفعت" محمد رجا نعيرات من بلدة ميثلون شرق جنين واستشهد بتاريخ 12/1/2007 ، ومراد أبو ساكوت من الخليل واستشهد 13/1/2007 في أحد المستشفيات في الأردن ، والقافلة تطول وتطول ، و لازال منهم الآلاف ينتظرون ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم
دولة الإحتلال هي الوحيدة في العالم التي شرَّعت التعذيب
التعذيب محظور ومحرم دولياً بكل أشكاله الجسدية والنفسية ، إلاَّ أن دولة الإحتلال الإسرائيلي تتجاوز هذا الحظر علانيةً ، وتعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي شرَّعت التعذيب في مؤسساتها الأمنية ومنحته الغطاء القانوني .
ولم تقتصر ممارسة التعذيب على المحققين والسجانين ، بل انضم إليهم الأطباء والممرضين أيضاً حيث يساعدون أولئك بشكل مباشر أو غير مباشر .
وتعتبر توصيات لجنة لنداو ، التي أقرتها الكنيست في نوفمبر عام 1987 ، هي أول من وضع الأساس لقانون فعلي يسمح بتعذيب الأسرى وشكل حماية لرجال المخابرات.
وبعد الضجة الإعلامية التي أثيرت حول قتل المعتقل عبد الصمد حريزات في 25/4/1995 في أروقة مركز تحقيق المسكوبية بالقدس ، نتيجة الهز العنيف ، أصدرت ما يسمى بمحكمة العدل العليا الإسرائيلية عدة قرارات خلال العام 1996 سمحت بموجبها لمحققي أجهزة الأمن الإسرائيلية باستخدام الضغط الجسدي المعتدل ، وإذا كان المحقق على يقين بأن المعتقل يخفي معلومات خطيرة من شأن الكشف عنها حماية أمن الدولة والتي درجت الأجهزة الأمنية والقضائية على تسميتها بالقنبلة الموقوتة ، فمن حق المحقق أن يستخدم الضغط الجسدي المعزز وأسلوب الهز العنيف ضد المعتقلين أثناء استجوابهم ، شريطة أن يحصل المحقق على إذن من مسؤوليه وصولا إلى رئيس الشاباك إذا اضطر إلى استخدام العنف الشديد الأكثر من معتدل .
<div align=justify><SPAN><FONT color=darkred>وبعد جهود بُذلت من مؤسسات حقوقية وإنسانية أصدرت المحكمة العليا " الإسرائيلية " في التاسع من أيلول عام
التعذيب هو " أى عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد ، جسدياً كان أم عقلياً، يلحق عمداً بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص أو من شخص ثالث،على معلومات أو على اعتراف ، أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في أنه ارتكبه ، هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو ارغامه هو أو أى شخص ثالث ، أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأى سبب يقوم على التمييز أياً كان نوعه ، أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص يتصرف بصفته الرسمية ، ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبات أو الذي يكون نتيجة عرضية لها " .
هكذا عرَّفته اتفاقية مناهضة التعذيب التي صدرت في العاشر من كانون أول / ديسمبر عام 1984 ، ودخلت حيز التنفيذ الفعلي في السادس والعشرون من حزيران/ يونيه 1987 ، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1997، كيوم عالمي تُحييه و تحتفل به ، ومعها كافة المنظمات والمؤسسات التي تعنى بالأسرى وبحقوق الإنسان ، باعتباره يوماً لتفعيل اتفاقية مناهضة التعذيب ، والقضاء عليه ، ومساندة ضحاياه وتأهيلهم ، وقبل ذلك بعشرات السنين وُضِعَت العديد من المواثيق الدولية التي حَرمت التعذيب كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 والذي نص في مادته الخامسة على تحريم التعذيب ، واتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب ، والأخرى المتعلقة بمعاملة الأشخاص المدنيين وقت الحرب ، وكذلك العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر عام 1966 منع التعذيب في مادته السابعة ، وإعلان طوكيو 1975 ، واتفاقية حقوق الطفل 1990 ، والكثير من المواثيق الدولية الأخرى التي حرمت التعذيب واعتبرته جريمة إنسانية .
ومجمل تلك النصوص لم تُفِد الشعب الفلسطيني إطلاقاً ، ولم تُنصف أسراه ، وبقيت حبراً على ورق ، كما أنها لم تضع حداً لتعذيب أبنائه الأسرى بمختلف أعمارهم وأجناسهم ، أطفال وفتيات ، شيوخ ونساء ، لأن الحماية الدولية الحقيقية والفعلية لهذه النصوص بقيت غائبة ، وبالتالي غُيب معها الرادع الحقيقي لمن ينتهكها ولا يلتزم بها ، ولهذا فإن ممارسي التعذيب في سجون الإحتلال الإسرائيلي تمادوا في تعذيبهم للأسرى ، وضحاياهم من الفلسطينيين والعرب لم يجدوا مَن يساندهم ، أو يعمل للحد من ممارسته ضدهم ، أو ملاحقة مجرميه وممارسيه .
التعذيب بدأ مع بداية الإحتلال ويعتبر جريمة حرب
لقد بدأ التعذيب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية مع بدايات الإحتلال ، ومستمر لغاية يومنا هذا ، رغم صدور تلك الإتفاقيات وتشكيل وقيام الكثير من مؤسسات حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب وتأهيل ضحاياه في العالم ، بل صار بوتائر متصاعدة ومورس على نطاق واسع بحق الأسرى والمعتقلين وبأشكال عدة ، وشكَّل نهجاً يمارس بشكل مؤسساتي مبرمج على مدار اللحظة ، ويعتبر جزءاً لا يتجزأ من معاملة الأسرى اليومية ، وبالتالي ليس هناك من شخص مرَّ بتجربة الإعتقال في سجون الإحتلال الإسرائيلية دون أن يكون قد مرَّ بتجربة التعذيب ، أو تعرض لأحد أشكاله المختلفة التي تجاوزت الثمانون شكلاً منها الجسدية وأخرى النفسية ، و في الغالب يتم المزج بينهما ، ومن تلك الأشكال الضرب المبرح وهو الأكثر شيوعاً ، والشبح و الهز العنيف، تكسير الضـلوع ، وضع كيس نتن مبلول بالماء أو أكثر من كيس على الرأس ، الحشر داخل ثلاجة لعدة أيام ، الضرب على الخصيتين ، التعري والتحرش الجنسي والتهديد بالإغتصاب أو الإغتصاب الفعلي، تعرية المعتقل وإدخال أنبوب أو عيدان ثقاب في الأعضاء التناسلية ، الحرمان من النوم والطعام والشـراب ، التعريض للبرودة الشديدة أو الحرارة الشديدة والإعتداء بالهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص ، واستغلال أماكن الإصابة أو الجرح ، العزل الإنفرادي ، الصعك بالكهرباء ، الإهانات والتهديد بالموت ، إيذاء العائلة واعتقال أفرادها رجال ونساء ، بالإضافة للمعاملة القاسية والإستفزازية والحرمان من الزيارات والإهمال الطبي ... وإلخ .
والتعذيب لا يهدف كما هو معلن إلى انتزاع الإعترافات من المعتقل فحسب ، بل يهدف إلى هدم الذات الفلسطينية والوطنية و تدمير الإنسان جسداً و إرادةً وروحاً معنوية ، وتحطيم شخصيته وتغيير سلوكه ونمط تفكيره ليصبح عالة على أسرته ومجتمعه ، كما وأنه من الخطأ الفادح الإعتقاد بأن التعذيب يمارس فقط في أقبية التحقيق ، بل أنه يبدأ منذ لحظة الإعتقال ومروراً بفترة الإعتقال قصيرة أو طويلة وليس إنتهاءاً بلحظة الإفراج ، لأن آثاره تستمر إلى ما بعد ذلك بسنوات .
والتعذيب في سجون الإحتلال الإسرائيلي لا يمكن وصفه ووصف فظاعة بشاعته وإجرام ممارسيه ، ولا يشعر به إلاَّ من من ذاق مرارته ، و ليس كل من نجا من التعذيب يمكنه الحديث عما تعرض له ، ولكن هناك الكثير مِمَن نَجوا تحدثوا وبمرارة عما تعرضوا له ، وهناك الكثير ممن يمتلكون الجرأة للحديث عما تعرضوا له ولكن لم يجدوا آذاناً صاغية .
ولهذا لم يتفاجئ الأسرى الفلسطينيين من الصور التي نشرت حول تعذيب الأسرى في سجن أبوغريب بالعراق ومن ممارسات جنود الإحتلال وهم يتلذذون بتعرية الأسرى وعذاباتهم ويضحكون لإلتقاط الصور التذكارية ، لأنهم تعرضوا لمثيلاتها وأحياناً لأبشع منها منذ عقود من الزمن في سجون الإحتلال الإسرائيلي .
آثاره تمتد إلى ما بعد التحرر
أثار التعذيب بالغة الخطورة ، ويمتد تأثيرها لسنوات وعقود وأجيال ، ولا يقتصر هذا التأثير على المعتقلين فحسب ، وإنما يمتد ليشمل أسرهم وأطفالهم ، آبائهم وأمهاتهم ، وحتى أقربائهم و دائرة الأصدقاء والجيران .
وللتعذيب ذكرياته الأليمة ، وتعتبر من التجارب المؤلمة والقاسية في حياة الإنسان ، و تبقى راسخة في شريط ذكرياته وتلاحقه أينما ذهب ، وكلما تذكرها أو تذكر جزءاً منها كلما ازداد معاناةً ، و نما لديه شعور الثأر و الإنتقام .
فأيام وشهور وسنين الأسر، لا يمكن أن تمر دون أن تترك آثارها النفسية والجسدية على الأسرى وذويهم ، ولا زال هناك الآلاف من الأسرى السابقين يعانون من أمراض مختلفة ومزمنة ورثوها عن سجون الإحتلال ، ويجدون صعوبة في التكيف ، ويواجهون الكثير من الصعوبات في العودة إلى الحياة الطبيعية ، كما ويعانون من مشاكل جنسية وصحية ونفسية مختلفة ، وكذلك من مشاكل اقتصادية تنعكس سلباً على نفسية الأسير المحرر ، وهؤلاء يحتاجون لرعاية ومساندة خاصة بعد التحرر ، والمئات منهم توفوا نتيجة لذلك ومنهم الشهداء فايز بدوي من غزة واستشهد بتاريخ 17/2/1980 ، وليد الغول من مخيم الشاطئ واستشهد بتاريخ 14/12/1999 ، هايل أبو زيد من هضبة الجولان المحتلة و استشهد بتاريخ 7/7/2005 ، وعبد الرحيم عراقي من الطيرة واستشهد بتاريخ 20/3/2006 ، و شيخ المعتقلين " أبو رفعت" محمد رجا نعيرات من بلدة ميثلون شرق جنين واستشهد بتاريخ 12/1/2007 ، ومراد أبو ساكوت من الخليل واستشهد 13/1/2007 في أحد المستشفيات في الأردن ، والقافلة تطول وتطول ، و لازال منهم الآلاف ينتظرون ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم
دولة الإحتلال هي الوحيدة في العالم التي شرَّعت التعذيب
التعذيب محظور ومحرم دولياً بكل أشكاله الجسدية والنفسية ، إلاَّ أن دولة الإحتلال الإسرائيلي تتجاوز هذا الحظر علانيةً ، وتعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي شرَّعت التعذيب في مؤسساتها الأمنية ومنحته الغطاء القانوني .
ولم تقتصر ممارسة التعذيب على المحققين والسجانين ، بل انضم إليهم الأطباء والممرضين أيضاً حيث يساعدون أولئك بشكل مباشر أو غير مباشر .
وتعتبر توصيات لجنة لنداو ، التي أقرتها الكنيست في نوفمبر عام 1987 ، هي أول من وضع الأساس لقانون فعلي يسمح بتعذيب الأسرى وشكل حماية لرجال المخابرات.
وبعد الضجة الإعلامية التي أثيرت حول قتل المعتقل عبد الصمد حريزات في 25/4/1995 في أروقة مركز تحقيق المسكوبية بالقدس ، نتيجة الهز العنيف ، أصدرت ما يسمى بمحكمة العدل العليا الإسرائيلية عدة قرارات خلال العام 1996 سمحت بموجبها لمحققي أجهزة الأمن الإسرائيلية باستخدام الضغط الجسدي المعتدل ، وإذا كان المحقق على يقين بأن المعتقل يخفي معلومات خطيرة من شأن الكشف عنها حماية أمن الدولة والتي درجت الأجهزة الأمنية والقضائية على تسميتها بالقنبلة الموقوتة ، فمن حق المحقق أن يستخدم الضغط الجسدي المعزز وأسلوب الهز العنيف ضد المعتقلين أثناء استجوابهم ، شريطة أن يحصل المحقق على إذن من مسؤوليه وصولا إلى رئيس الشاباك إذا اضطر إلى استخدام العنف الشديد الأكثر من معتدل .
<div align=justify><SPAN><FONT color=darkred>وبعد جهود بُذلت من مؤسسات حقوقية وإنسانية أصدرت المحكمة العليا " الإسرائيلية " في التاسع من أيلول عام