إلى الشهيد الراحل ...هشام سلامه
أحقا يا صديقي مضى هذا الشهاب في دياجي الصمت ومضى ؟!
انْظُرْ إلى صورته المعلقة على أسوار المخيم ، كيف بقيت ابتسامته الحزينة على محياه ،
اسمع إلى حجارة البيوت وهي تبكي فراقه ولا تنتحب !!
انظر إلى عيونه وهي تنظر إلينا وتكاد تحدثنا مثل أيام جميلة مضت ...
هنا نمر على صورته بين جدران الحكاية ، وهناك يجلس مع أحبته الذين اشتاق إلى مجالستهم ، والسمر معهم ...
شتان يا هشام بين سمر الدنيا ، وضحكات المجالس في صحبة الشهداء !!
بحثت في صفحات الرحيل عن قصائد الرثاء ، وسطور الوداع ، بحثت عن دموع المعتقلين خلف بوابات الأحرار وهم " صابرون " على رحيلك المر .
أبا بلال :
هل تعلم أنني جهزت الدعوات لتلك الندوة وسجلت اسمك عليها ؟
ما بالك لم تحضر ؟ وما بالهم أخبروني أن غيابك سيطول هذه المرة ؟!
ألم تكن مجتهدا في حياتك ، في حنينك ، في عطائك ، فنسينا اسمك وتذكرنا فعلك ، ولم نناديك إلا ب" المجتهد " ...
كم مرة حدثتنا عن الشهداء ، وعن الأسرى ؟!
كم مرة لبست لامة الحرب لتقاتل عنهم ، وتفك ضنكهم ، وتحمي أطفالهم وأحلامهم ؟
قل لي يا صديقي ..
كم مرة علينا أن ننازع الصمت ، ونسل سيف الغضب من غمده ؟
كم مرة علينا أن نودع الشهاب قبل أن نرى الصباح ، ونرثي القمر في حضرة الانتظار لمواكب النهار ؟
كم مرة ..أخبرني .
وقل لي عن رحلتك هذه المرة ، وهل كانت مآلاتها ممتعة مثلما كنت تتمنى ؟
كيف لا وأنت في صحبة الأحبة الذين انتظرت اللقاء بهم طويلا طويلا ...
أسأل كثيرا ، واجيب عنك بعض الأحيان ، وقبل أن أسأل أكثر ، يربت صديقي على كتفي لنكمل فصول الحكاية ، لانتبه أنني لا أزال أقف أمام صورتك على جدران المخيم !!
حيث فلسطين تعيش في القلوب ، وتجري في شرايين الأمل ..
لن أقول وداعا ، فحتما سيكون لنا لقاء ...
ولكنني أقول : أتعبتني من بعدك يا أبا بلال !